نشأة الموسيقي في العصور القديمة


نشأة الموسيقي في العصور القديمة

ترقى الموسيقي إلى زمن ظهور الإنسان البدائي الذي أطلقت حنجرته أول نغمة موزونة على أول إيقاع ضربه بكفيه ...
فتشير بعض المعتقدات الصينية القديمة إلى إن الموسيقى نشأت قبل وجود الإنسان على الأرض فهي أولى مخلوقات الآلهة وإبداعاتها، فيما يرى آخرون أن أصل الموسيقى يعود إلى نشأة الإنسان على الأرض عندما حاول الإنسان البدائي أن يستخدم أقدم آلة موسيقية عرفها العالم وهي "حنجرة الإنسان". ومما لا شك فيه أنه ليس ثمة تعارض كبير بين الموقفين فالإنسان عرف الموسيقى عندما أراد أن يقلد موسيقى الكون إما مقلداً أو مبدعاً.
فالموسيقى وحدها على أنواعها كغريزة تعبر عن شعور الإنسان الباطني والظاهري, عن إيمانه ورجائه, عن أفراحه وسعادته, عن أوجاعه وأحزانه.
ولما كانت الموسيقى في جوهرها تشتمل على عنصرين أساسيين أو روحين متمازجتين، أولهما ( الصوت ) بما فيه من أنغام وطبقات مختلفة، والثاني الزمن أي ( الميزان ) بما فيه تجزئة وتراكيب واتزنن .
فقد ولدت الموسيقى مع ولادة أول إنسان وسترافقه في جميع مراحل حياته من المهد إلى اللحد ، فالحنجرة كانت ولا شك أول وأقدم آلة أخرجت الصوت المقصود. والأكف كانت أول ألة أخرجت أجزاء الزمن ونقرات الميزان وأنظمته. ومن هاتين الآلتين الإنسانيتين الطبيعتين تمثلت الموسيقى بعنصريها الجوهريين ، وفيهما استطاع الإنسان أن يخترع بعد ذلك الآلات الموسيقية المختلفة ويطورها .
فكان لا بد من مرور آلاف السنين لتنمو الإنسانية من مرحلة الطفولة، ويقابلها في الموسيقي تقليد أصوات الطبيعة إلى مرحلة التأمل والتفكير التي تدرج فيها الإنسان من الصيحات أو الصراخ والدق على الأخشاب إلى استخراج أصوات أكثر تهذيبًا واستعمال ما يحيط به في الكون من مواد مثل جلود الحيوانات التي شدها على جذوع الأشجار اليابسة المجوفة فعرف الطبول في شكلها البدائي، أو قطع الغاب التي نفخ فيها فأحدثت صفيرًا ثم أحدث فيها ثقوبًا فتعددت الأصوات التي تخرج منها.
وعندما عرف الإنسان النسيج وتأمل الوتر الرفيع ولاحظ أنه إذا كان مشدودًا يحدث اهتزازه أصواتًا باهتة ضعيفة فأراد أن يكون لهذا الوتر صوت أعلى ورنين أقوى فصنع لها صندوقًا تشد عليه الأوتار؛ ليضخم أصواتها الخافتة، كان هذا مصاحبًا لانتقال الإنسان من السكن في الكهوف والغابات إلى الكوخ من صنع يديه.
وكلما ارتقى الإنسان ونضج تفكيره تبدلت نبرات تعبيره، فبدلاً من النفخ في القواقع أخذ ينفخ في تلك الآلات التي صنعها، وبدلاً من النقر على جذوع الأشجار ضرب على الطبول إيقاعات كانت له بمثابة لغة تتخاطب بها القبائل التي تعيش على مسافات بعيدة عن بعضها.
وكذلك تحول الصراخ إلى نوع من الغناء الفطري يتسلى به أو يستعمله لأغراض السحر والشعوذة أو لطرد الأرواح الشريرة أو لاستجداء الأمطار في مواسم الجفاف.
وعندما وصل الإنسان إلى هذه المرحلة كانت القبائل قد تجمعت وكونت شعوبًا، واستقرت في بعض بقاع الأرض القريبة، من ينابيع المياه أو الأنهار، وكلما مرت القرون تطور ذهن الإنسان، وارتقى تفكيره، كما زاد عنده الإحساس بالجمال في شتى أشكاله وأنواعه، وبدأ ينقش أو يرسم على جدران الكهوف الكثير من أشكال الحيوانات المحيطة به.
ولقد صعدت إلى قمة هذه المدنيات القديمة أمم متعددة كانت في طليعتها ( مصر والصين والهند وفارس واليونان ) وأصبح لكل منها حضارتها المميزة وأسلوبها الخاص في التعبير عن شخصيتها، بمختلف الفنون كالنحت والرسم والمعمار والموسيقى، حيث عرفت السلالم الموسيقية والأجناس، كما بلغت صناعة الآلات حدًّا كبيرًا من الإتقان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقدمة عن الموسيقى

اهمية الموسيقى